هل تبحث عن السعادة؟ إليك أكثر دول العالم سعادة

لم تترك التقارير العالمية باباً إلا طرقته لتصنيف الدول وترتيبها فيما بينها، ومنها تقرير السعادة العالمي الذي تصدره الجمعية العامة للأمم المتحدة سنوياً منذ عام 2012م على 156 دولة حول العالم، لذلك تتأهب الحكومات في كل عام للبدء بتقديم معلومات حول مقياس السعادة لدى شعوبها مع تبيان الأسباب الكامنة خلف السعادة المتحققة، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أنها وضعت قائمة بأكثر الدول بؤساً أيضاً، بسم الله أبدأ على نية وجود دول عربية بين أكثر دول العالم سعادة .

أحدث تقرير السعادة العالمي لعام 2018م ضجة غير مسبوقة بما جاء به من نتائج، فما تمكنت من القيام به دولة فنلندا لم تتمكن منه أي دولة أخرى؛ فنراها متصدرة بالمرتبة الأولى لتحظى بلقب أسعد دولة في العالم بعد أن كانت في المرتبة الخامسة سابقاً، فحصلت على أعلى درجة في التصنيف وهي 7.632 تبعاً لما جاء في موقع Businessinsider، ووفقاً للتحليلات فإن فنلندا قد تمكنت من إحراز هذا اللقب بجدارة بعد أن حققت تطوراً ملموساً في اقتصادها جعل منها دولة ذات رفاهية اجتماعية عالية المستوى على نطاق الشرق والغرب بأسرهما، بالإضافةِ إلى ما تقدم فلا يعتبر الأمر غريباً على الإطلاق أن مثل هذه الدولة هي الأكثر سعادة، فلم لا بينما هي الأفضل بين دول العالم وفقاً لمجلة نيوزويك، والدولة الثانية على مستوى العالم من حيث الاستقرار، فأعتقد أن علامات الدهشة من الواجب أن تزول عن كل من يسمع نتائج التقرير العالمي للسعادة، وبذلك فقد تصدّر عنوان فوز فنلندا بالجائزة الذهبية لهذا العام الصفحات الأولى في الأخبار.

حققت دولة النرويج الدرجة الثانية بعد فنلندا وهي 7.594 لتكون بذلك ثاني أسعد دولة في العالم في قائمة أكثر دول العالم سعادة لعام 2018م؛ كما أنها أيضاً الدولة الثالثة عالمياً من حيث الثراء، وثاني أكبر دولة من حيث الاحتياطي للأفراد، بالإضافة إلى أنها من الدول المصدرة والمنتجة للنفط والغاز الطبيعي، مما أسهم بمنحها اقتصاد متقدم عاد بالنفع والسعادة والرفاهية وبالتالي المرتبة الثانية بالسعادة.

حصلت مملكة الدنمارك على المرتبة الثالثة في قائمة أكثر دول العالم سعادة وذلك وفقاً لما حصدته من درجة وهي 7.555، وبالرغم من تراجعها مرتبة واحدة عن ترتيب السنة الماضية إلا انها قد تمكنت من الحفاظ على بقائها ضمن المراتب الثلاث الأولى، ولا بد من التذكير ببعض الميزات التي تنفرد بها هذه المملكة العظيمة وهي أنها واحدة من أعلى الدول دخلاً عالمياً، وصاحبة المناخ الأفضل والأنسب للأعمال تبعاً لتصنيفات فوربس، لم ننتهِ بعد؛ بل أنه ثاني أكثر دول العالم أماناً وسلماً، ويدرج اسمها بشكل مستمر ضمن قائمة الدول الأقل فساداً.

جظيت أيسلندا بالمرتبة الرابعة بين  مثيلاتها من أكثر دول العالم سعادة بعد أن حصلت على الدرجة 7.495، ويشار إلى أن التاريخ الاقتصادي لهذه الدولة حافلاً بالأمجاد باعتباره سوقاً حراً؛ إذ يترتب على ذلك تدني الضرائب بشكل كبير عند إخضاعها للمقارنة مع بقية دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، هذا وأخذ ذلك الاقتصاد بها نحو الأمام حيث المراتب المتقدمة بين أغنى وأكثر دول العالم تقدماً، إلى جانب ذلك فإن الشعب الآيسلندي يمتاز بأنه متقدم تقنياً.

إحراز سويسرا للدرجة 7.487 أخذ بها إلى المرتبة الخامسة ضمن أكثر دول العالم سعادة بعد أن كانت في المرتبة الرابعة في العام المنصرم، ويعود السبب في ذلك إلى حدوث تغييرات قد طرأت على متوسط العمر ومتغير الكرم لدى الشعب السويسري، ومن الجدير بالذكر أن سويسرا تعد واحدة من أكثر دول العالم ثراءً وفقاً للناتج المحلي الإجمالي للفرد، هذا وتضم بين ربوعها أغلى مدينتين من حيث الرفاهية وجودة المعيشة على مستوى العالم وهما زيوريخ وجنيف.

وفقاً لتسلسل ترتيب الدرجات في تقرير السعادة العالمي فإن الدولة الحاصلة على درجة  7.441 من الطبيعي أن يكون في المرتبة السادسة، إذ تعتبر الدرجات السابقة مرتفعة نسبياً، إلا أن المعلومات تشير إلى أن هولندا لم تتزحزح ولا سنتيمتراً واحداً من موقعها؛ فقد بقيت في المرتبة السادسة لعامي 2018 و2017 على التوالي، وبشكل عام فإن الدولة تحظى بتقدم في مختلف مناحي الحياة سواء كان ذلك اقتصادياً أو اجتماعياً أو ما شابه، ففي الاقتصادي هي الدولة السابعة عشرة بين 177 دولة من حيث مؤشر الحرية الاقتصادية، والدولة العاشرة بين أعلى الدول من حيث نسبة لدخل الفرد لمستوى العام سنة 2011م، وبالإضافة إلى أنها قد حملت الأكثر سعادة في العالم في السنوات السابقة.

احتفظت كندا بالمرتبة السابعة عامين على التوالي، فقد حازت على الدرجة 7.328 التي تركتها في الموضع ذاته، من الدول الأكثر تطوراً على مستوى العالم نظراً لما تمتلكه من اقتصاد متنوع متقدم قائم على الثروة الطبيعية الغنية والتجارة، كما أنها من أعلى المستويات المعيشية وفقاً لمؤشر التنمية البشرية عالمياً.

تمركزت نيولاندا في المرتبة الثامنة بعد كندا بحصولها على درجة 7.324 بفارق 4 درجات فقط بينهما، وهي من أكثر الدول تقدماً واحتلالاً للمراتب المتقدمة والعالية ضمن التصنيفات الدولية في مختلف المواطن كالحرية الاقتصادية وانعدام الفساد والتعليم، كما أنها تدرج بين الدول الأكثر ملائمة للعيش حول العالم الفسيح.

المرتبة التاسعة كانت من نصيب مملكة السويد بحصولها على درجة 7.314، لا يعتبر وجودها ضمن أكثر 10 دول سعادة في العالم الشرف الوحيد لها فقط، بل أنها قد حققت لقب الدولة الأولى من حيث مؤشر الإيكونوميست للديمقراطية عالمياً، بالإضافة إلى تصدرها المرتبة السابعة على مستوى العالم تبعاً لمؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية.

أقل تحصيل بيد درجات تقرير السعادة العالمي جاءت به أستراليا وهو 7.272 فقط، وهي من الدول المتقدمة عالمياً في مختلف الأصعدة سواء مؤشر التنمية البشرية والرعاية الصحية وجودة الحياة ومدى ملائمتها، الحرية الاقتصادية والتعليم وحماية الحريات بشقيها المدنية والسياسية،

في الختام، إنه من الملاحظ أن الدول الإسكندنافية قد احتلت المراتب الأولى حكراً لها، أما فيما يتعلق بأكثر الدول سعادةً على الصعيد العربي فالمرتبة الأولى احتكرتها دولة الإمارات العربية لتتوالى بعدها كبرى الدول الخليجية السعودية فالبحرين والكويت، أما دول الهلال الخصيب ومصر والسودان فقد كان نصيبها المراتب المتأخرة مع الأسف من القائمة.

وأخيرًا .. أي دولة من هذه الدول السعيدة تحلم بالعيش بها؟ ولماذا اخترتها تحديدًا؟